السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكاَتُهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ اْلعَالَمِيْنَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ فَلاَ
عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلىَ اَشْرَفِ
اْلاَنْبِياَءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ إِمَامِ الْمُتَّقِيْنَ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِيْنَ
سَيِّدِنَا وَمَوْلاَناَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ
تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ . أَمَّا بَعْدُ.
فَياَ اَيُّهاَ الْخُطَبَاءُ
الْكُرَمَاءُ ، وَياَإِخْوَانِىْ رَحِمَكُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالىَ .
اَوَّلاً هَياَّ نَشْكُرُ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ لِاَنَّ بِعِناَيَتِهِ وَبِرَحْمَتِهِ نَسْتَطِيْعُ اْلآنَ اَنْ
نَجْتَمِعَ فِى هذاَ الْمَكاَنِ الْمُبَارَكِ. وَلاَ اَنْسَى أَنْ اَشْكُرَ
رَئِيْسَ الْجَلَسَةِ عَلَى الْفُرْصَةِ الْمَحْدُوْدَةِ الَّتِىْ اَعْطَانِيْهَا
لاُلْقِيَ الْخُطْبَةَ فِى هذِهِ السَّاعَةِ.
اَيُّهَا اْلاِخْوَة
"كاَنَ فِى الْغُرْفَةِ اَلشَّابُّ
، هُوَ يَجْلِسُ فِى زَاويَةِ اْلغُرْفَةِ بِوَجِهٍ شَدِيْدِ كَدَارَةِ اللَّوْنِ،
وَعِظَامُ جِسْمِهِ تَمْرُضُ ، وَبَدَنُهُ تَخْفُقُ ، وَذَوْبَةُ اَنْفِهِ
تَخْرُجُ ، اَحْيَاناً يَدْحَكُ ، وَاَحْياَناً هُوَ يَبْكِى ، وَيَصِيْح
ُوَيَصْرَحُ وَيَتَأَوَّهُ."
أَيُّهَا اْلاِخْوَة ذلِكَ الشَّابُّ
الَّذِىْ قَدْ وَقَعَ إِلىَ سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ اْلمُحَرَّمَةِ.
يَدْحَكُ حِيْنَ يَجِدُ الْمُخَدِّرَةَ ويَبْئَسُ حِيْنَ لاَ يَجِدُهَا.
أيها الاخوة، مِنَ التَّزْيِيْنِ
اَنِفًا، أُرِيْدُ أَنْ اُلْقِىَ الْخُطْبَةَ بِالْمَوْضُوْعِ :
"إِسْتِئْصَالُ الْمُخَدِّرَةِ
وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَمَّةِ "
كَمَا عَرَفْناَ جَمِيْعاً أَنَّ
الشَّبَابَ يَقُوْمُوْنَ بِدَوْرٍ هَامٍّ فِى تَرْقِيَّةِ الشُّعُوْبِ
وَتَقَدُّمِهِمْ. فَهُمْ اَمَلُ
اْلاُمَّةِ الَّذِيْنَ سَيُجَاهِدُوْنَ لِمُسْتَقْبَلِ بَلَدِنَااْلبَاهِرِ .
فَهُمْ اَيْضًا اَمَلُ ْالاِسْلاَمِ الَّذِيْنَ سَيُضَحُّوْنَ اَنْفُسَهُمْ
لِتَطْبِيْقِ تَعَالِيْمِهِ فِى المُسْتَقْبَلِ كَمَا قَالَ النَِّبىُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِى يَدِ الشُّبَّانِ أَمْرَ اْلأُمَّةِ وَفِى
اَقْدَامِهِمْ حَيَاتَهَا. وَبِهذَا كُنَّا نَعِىْ أَنَّ الشَّبَابَ سَوْفَ يَقُوْمُوْنَ
بِدَوْرٍِ هَامٍّ فِى الْمُسْتَقْبَلِ .
لَكِنْ لَلاَسَفِ كُناَّ نُشَاهِدُ
كَثِيْرًا مِنْ اَصْحَابِناَ مِنَ الشَّباَبِ اْلآنَ، يَتَجَاوَزُوْنَ عَنْ
اَحْكَامِ دِيْنِ اْلاِسْلاَمِ وَلاَيَهْتَمُّوْنَ بِالتَّرْبِيَّةِ
وَالتَّعْلِيْمِ وَيَتَخَلَّقُوْنَ بِاْلاَخْلاَقِ السَّيِّئَةِ . كَمَا
شَاهَدْناَ فِى التِّلْفَاذِ ، اَوْ سَمِعْناَ فِى الْمِذْياَعِ ، أَوْ قَرَأْناَ
فِىالْجَرِيْدَةِ أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ الشَّباَبِ الَّذِيْنَ يَشْرَبُوْنَ
الْخَمْرَ وَيَأْكُلُوْنَ الْمُخَدِّرَةَ وَاْلاَفْيُوْنَ وَغَيْرَ ذلِكَ مِنَ
اْلاَدْوِيَاتِ اْلمُحَرَّمَةِ . وَكَمَا سَمِعْتُ فِى SCTV أَنَّ حَوَالَىْ ثَلاَثَةَ مِلِيُوْن مِنْ
اَصْحَابِناَ مِنْ شَباَبِنَا قَدْ سَقَطُوْا إِلَى سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ
وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ. مَا شَا اللهُ تَبَارَكَ اللهُ. أَيُّهَا اْلاِخْوَة
هذَا اْلآنَ ، وَلَكِنْ كَيْفَ فِى السَّنَةِ اْلآتِيَةِ؟ كَيْفَ فِى السَّنَوَاتِ
الْقَادِمَةِ؟ كَمْ جُمْلَةُ الشَّبَابِ الَّذِيْنَ سَيَقَعُوْنَ إِلىَ سَهْلِ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
كُناَّ لاَ نَسْتَطِيْعُ أَنْ
نَتَفَكَّرَ وَنَتَصَوَّرَ مَاذاَ سَوْفَ يَقَعُ فِى الْمُسْتَقْبَلِ ؟ وَكَيْفَ
بَلْدَتُنَا هذِهِ فِى الْمُسْتَقْبَلِ ، إِذاَ كاَنَ جَمِيْعُ أَصْجَابِناَ
يُخْدَعُوْنَ بِالْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَات الْمُحَرَّمَةِ ؟
إِذَنْ ، كَيْفَ نُقْبِلُ إِلىَ هذِهِ
الْمَسْئَلَةِ ؟ أَيْوَهْ ، أَيُّهَا اْلاِخْوَة. فِىْ هذِهِ فُرْصَةٍ سَعِيْدَةِ
، سَأُقَدِّمُ لَكُمْ ثَلاَثَةَ طُرُقٍ اَوْ اَحْوَالٍ لِتَوْجِيْهِ وَضَرْبِ
هذِهِ الْمَسْئَلَةِ.
اْلأَوَّلُ ، يَجُوْزُ إِلَيْناَ أَنْ
نَغْرِسَ اْلاِيْمَانَ وَالتَّقْوَى ، خَاصَّةً ، لِكُلِّ اْلاُسْرَةِ. يَجِبُ
عَلىَ كُلِّ اْلاُسْرَةِ وَعَلىَ كُلِّ
الْوَالِدِ اَنْ يَغْرِسَ اْلاِيْمَانَ وَالتَّقْوَى عَلَى اَوْلاَدِهِ مُنْذُ
صِغاَرِهِمْ . ِلاَنَّ الْوَالِدَ يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِىْ تَشْكِيْلِ
شَخْصِيَّةِ اَوْلاَدِهِ . كَماَ قاَلَ النَِّبىُّ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: كُلُّ مَوْلُوْدٍ يُوْلَدُ عَلىَ الْفِطْرَةِ فَاَبَوَاهُ
يُهَوِّدَانِهِ اَوْ يُنَصِّرَانِهِ اَوْ يُمَجِّسَانِهِ . ايها الاخوة، بَعْدَ
أَنْ نَسْمَعَ الْحَدِيْثَ اَنِفًا، نَفْهَمُ أَنَّ الْوَالِدَ يَجِبُ أَنْ يُؤَدِّبَ
وَيُعَلِّمَ اَوْلاَدَهُ بِاْلاِسْلاَمِ بِاْلاِيْمَانِ وَالتَّقْوَى . ِلاَنَّ
بِاْلاِيْمَانِ وَالتَّقْوَى اللَّذَانِ غَرَسَا مّنْذُ صِغَارِهِمْ ، فَهُمْ
سَيَكُوْنُوْنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُؤْمِنِيْنَ الْقَوِيِّيْنَ ِلاِعْتِصَامِ
تَعْلِيْمِ اْلاِسْلاَمِ وَسَكُوْنُوْنَ مِمَّنْ لاَيُرَاوَدُوْنَ وَلاَ
يُوَسْوَسُوْنَ بِرِوَادِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
اَلثَّنِىْ ، يَجُوْزُ إِلَيْنَا أَنْ
نَتَّحِدَ . ِلاَنَّ بِاْلاِتِّحَادِ سَنَسْتَطِيْعُ أَنْ نَسُدَّ وَنُزْيِلَ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ الْمُحَرَّمَةِ مِنَ بَلْدَتِنَا هذِهِ. كَمَا
قَالَ تَعَالَى : وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعًا وَّلاَتَفَرَّقُوْا.
ايها الاخوة. اَمْرٌ شَعْبٌ وَثَقِيْلٌ سَيَكُوْنُ سَهْلاً وَيَسِيْرًا
بِاْلاِتِّحَادِ. إِذاَ يَتَّحِدُ الْمُجْتَمَعُ اَوْ أَهْلُ اْلقَرْيَةِ وَاْلاُمَرَاءُ وَاْلعُلَمَاءُ وَمُنَظَّماَتُ
الشَّبَابِيَةِ كُلُّهُمْ ِلإِزَالَةِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ
الْمُحَرَّمَةِ . فَلاَ يَشْجُعُ مَسِيْلُوْنَ اَوْ بَائِعُوْنَ اَوْ مُدِيْرُوْنَ
الْمُخَدِّرَةَ وَاْلاَدْوِيَةَ الْمُحَرَّمَةَ لِدُخُوْلِ بَلْدَتِنَا هذِهِ.
هُمْ سَيَفِرُّوْنَ وَيَهْرَبُوْنَ مِنْ بَلْدَتِنَا. وَسَنَكُوْنُ اَمِنِيْنَ
مِنْ اَخْطَارِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ.
اَلثَّالِثُ ، هَيَّا نُعِيْنُ
اَصْحَابَناَ اَوْ جِيْرَانَنَا اَوْ اِخْوَاتَنَا الَّذِيْنَ قَدْ وَقَعُوْا فِىْ
سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ. كَمَا قَالَ اللهُ
تَعَالَى : وَتَعَاوَنُوْا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى . وَكَمَا قَالَ
النَّبِىُّ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَاِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَاِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذلِكَ اَضْعَافُ
اْلاِيْمَانِ. بِهذَاالدَّلِيْلِ، ايها الاخوة . نَفْهَمُ وَنُحِسُّ اَنَّنَا
يَجِبُ اَنْ نُعِيْنَ اَصْحَابَناَ وَجِيْرَانَناَ وَإِخْوَاتَنَا وَمَنْ
حَوَالَيْنَا الَّذِيْنَ وَقَعُوْا فِىْ سَهْلِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَةِ
الْمُحَرَّمَةِ. هَيَّانَدْعُوْهُمْ وَنَنْصَحُهُمْ اَنْ يَرْجِعُوْا إِلىَ
طَرِيْقِ دِيْنِ اْلاِسْلاَمِ. هَيَّا نَجْعَلُهُمْ اَنْ يَشْعُرُوْا بِالْوَعْيِ
عَلَى أَنَّ السُّرُوْرَ وَالنِّعْمَةَ وَاْلفَرْحَةَ الَّتِىْ يَجِدُوْنَ مِنَ
الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ اُخْدُوْعَةٌ لاَحَقِيْقِيَّةٌ
وَلِسَاعَةٍ وَلَحْظَةٍ فَقَطْ.
ايها الاخوة ، بِثَلاَثَةِ طُرُقٍ
الَّتِىْ قَدَّمْتُ اَنِفًا، إِنْ شَاءَ الله ، سَتَأْمَنُ بَلْدَتُنَا هذِهِ مِنْ
اَخْطَارِ الْمُخَدِّرَةِ وَاْلاَدْوِيَاتِ الْمُحَرَّمَةِ الْمُهْلِكَةِ.
ايها الاخوة رَحِمَكُمُ اللهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالىَ. اَكْتَفِىْ كَلاَمِىْ فِىْ هذِهِ النَّهَارِ وَاَطْلُبُ مِنْ
سُوَيْدَاءِ قُلُوْبِكُمْ الْعَفْوَ. إِذَا وَجَدْتُمْ مِنَ الْخُطْبَةِ أَنِفًا
الْخَطَّاتِ . ِلأَنَّ اْلاِنْسَانَ مَحَلُّ الْخَطَاءِ وَالنِّسْيَانِ.
اَيْوَهْ. إِلىَ اللِّقَاءِ فِىْ وَقْتٍ
آخَرَ. وَأَخِيْرًا اَقُوْلُ لَكُمْ اُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِىْ بِتَقْوَى اللهِ.
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاَتُهُ.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar